عشر مهارات يجب أن تمتلكها قبل أن تمتهن التّرجمة

عشر مهارات يجب أن تمتلكها قبل أن تمتهن التّرجمة 1

يسعى كثير منّا إلى التفوق والتميّز في سوق العمل لما فيه من منافسة على الصعيد الدولي لا المحلي فقط. فلماذا يختارك العميل دون غيرك؟ وكيف تستبقي ذلك العميل؟ تدور هذه الأسئلة في ذهن الكثير، والإجابة واحدة… عليك أن تكون الأفضل.

إنّ الخوض في تجربة الترجمة ليس بالأمر السهل على عكس الشائع، فكونك ملمٌّ بلغة أخرى غير لغتك الأمّ لا يؤهلك بالضرورة لأن تكون مترجماً، ولا حتى دراستك الأكاديمية في هذا المبحث إذا لم تهمّ بصعود جبال النصوص وترجمتها بشكل عمليّ، أيّ أنك تحتاج الخبرة، فمن المضني البدء في العمل في مجال الترجمة، التخصصية بشكل خاصّ، دون خبرة سابقة في المجال، وأقلّها أن يكون لديك معرفة عامّة في المجال وفي الخطوات المتبعة في ترجمة نص معيّن بحسب نوعه، فأنت لا تستطيع أن تبدأ الترجمة بشكل عبثيٍّ وحسب وتتوقع الخروج بنتائج مرضية.

وإذا كنت ممن يخوضون المضمار، لا بد وأن قال لك أحدهم، بعد إجابتك عن سؤاله حول طبيعة عملك، أنه قد سبق وأن ترجم نصّاً ما، أو أن عرض آخرٌ مساعدته لك فيما تفعل، لأن الأمر كما تعلم في غاية البساطة…

لا يا عزيزي، نأسف لإبلاغك بأن الأمر يحتاج أكثر من ذلك بقليل.

بعد خبرة طويلة في مجال الترجمة توصلنا إلى بعض المهارات التي يحتاجها المترجم ليكون متميّزاً وعلى قدر هذا الحمل، فإليك 10 مهارات ننصحك بإتقانها قبل العمل مترجماً:

ثقافة عامّة وإطلاع

على المترجم أن يكون مثقفاً بالدرجة الأولى، وأن يكون على دراية بما يجوب حوله من أحداث، فمهما كان موضوع الترجمة، لن يبتعد عن مجريات وحقائق العالم حولنا. حاول أن تقرأ قدر المستطاع، خاصةً باللغة الأجنبية التي تترجم منها وإليها؛ أثري معرفتك بالمصطلحات والتعبيرات المستخدمة في اللغة الأخرى التي تتقنها.

مهارات بحث عالية

قد تردّ العديد من المصطلحات الغريبة في النصّ الأصلي الواجب تطويعها بحسب اللغة المترجم إليها، عليك في هذه الحالة أن تكون قادراً على قلب الإنترنت والكتب رأساً على عقب لمعرفة دلالات هذه المصطلحات ومصادرها وكيفية استخدامها، فالأمر كما ذكرنا ليس عبثيّاً “بالمرّة”.

قدرة على القراءة السريعة والاستيعاب

من أولى خطوات عملية الترجمة أن تمرّ على النص بسرعة لتعرف ماهيته وكيفية التعامل معه. هذه إحدى الخطوات المهمّة، لأنك تستطيع من خلالها تقدير مدّة البحث والترجمة التي ستحتاجها، كذلك ستحظى بلمحة عامة عن موضوع النصّ مما سيسهل عملية الترجمة، فلن تتوه في ترجمتك كما يحدث لو بدأت الترجمة حال تلقيك النصّ.

إدارة الوقت

يكون على المترجم أحياناَ ترجمة نصوص كبيرة في وقت ضيّق، فإذا لم يستطع إدارة وقته بشكل فعّال لن يستطيع إنهاء عمله في الوقت المحدد مما يؤثر على سمعته ويجعل من الوثوق في كلمته أمر شبه مستحيل، أو قد يلجأ إلى التغاضي عن الدقة أو مراجعة النصّ للاستعجال في المهمة، خاصةً أن أغلب الترجمات تكون “مُستعجلة”.

الأخلاق والتحلّي بالمسؤولية

بيّن يديك نصّ وأمانة يجب أن نقلها من لغة إلى أخرى، أنت مسؤول عن فعل ذلك بأسمى درجات الدقة والموضوعية. إذا لم يتماشى النص مع مبادئك وما تؤمن به، لا تقبل ترجمته وحسب. كذلك عليك أن تكون عند صادقاً في تحديد موعد التسليم وألّا تعطي وعداً لا تستطيع الإيفاء بها، والأهم أن تكون صادقاً مع نفسك.

عدم التحيّز

إيّاك ثم إيّاك والتحيّز، إلّا إذا كانت تلك قضيتك، فتحيّز وبشدة (تحمس الكاتب قليلاً في هذه الجزئية)، حاول أن تكون موضوعيّاً بقدر الإمكان عند اختيارك للمصطلحات وابحث عمّا يلائم عميلك

مهارات كتابة وقواعد

إنك لن تستطيع أن تكون مترجماً في حال كانت مهاراتك في الكتابة ضعيفة. عليك صياغة النصوص بشكل محترف، وأن تجعلها أبعد ما يبدو على كونها مترجمة، أيّ أقرب إلى نصّ مكتوب باللغة المترجم إليها. حاول أن تكون تتسم ترجمتك بالسلاسة، ولا ضير من جعل شخص آخر يقرأ النص المترجم ليقيّم إن كان مفهوماً دون الرجوع إلى النصّ الأصليّ.

الدّقة

مهما كان لديك من حرية في التصرف في النص المترجم، تبقى مقيّداً بما كتب في النصّ الأصليّ. عليك أن تكون دقيقاً قدر الإمكان في اختيار المصطلحات بحيث لا تسبب بلبلة في فهم الجمهور القارئ للنصّ أو تتركهم في حيّر من أمرهم، ما لم يرد الكاتب ذلك.

استخدام المفاهيم والمصطلحات التي تناسب اللغات المختلفة

ابتعد عن الترجمة الحرفيّة وحاول معرفة إذا ما كانت العبارات التي تستخدمها ملائمة ومستعملة في اللغة المنقول إليها. تذكر أنك لا تنقل الكلمات وحسب، أنت تنقل أفكاراً من ثقافة إلى أخرى.

مهارات حاسوبية متقدمّة

من البديهيّ أن تكون ضليعا بأعماق مايكروسوفت وورد وبعض البرامج الخاصة بالترجمة مثل الـترجمة بمساعدة الحاسوب ما سيسهل عليك العملية.

وفي النهاية لا تنسى أن تستمتع بالترجمة، إذا ما تبقت مساحةٌ لذلك!